الثلاثاء، 17 نوفمبر 2015

كيفية كتابة تدوينة ممتازة ؟ خمس نصائح من علم النفس


عندما يتعلق الأمر بكتابة تدوينة باستعمال مهاراتك وأفكارك الخاصة، سيتطلب الأمر جهدا وعملا كبيرا، خصوصا ما إذا كنت قد اعتدت النسخ واللصق، في هذه التدوينة سأعطيك خمسة نصائح مستوحاة من علم النفس لكتابة التدوينات الخاصة بك.
بداية، إعلم عزيزي القارئ أن كتابة تدوينة هي عملية تفكير كلية، تحتاج منك إلى الإبداع وسرعة البديهة في حل الأمور المستعصية، وهو ليس بالأمر السهل كما يعتقد البعض، فستحتاج إلى استرجاع المعلومات السابقة وتطويرها ولما لا إجراء أبحاث عن الموضوع الذي تستهدفه في تدوينتك. ولا تستهن بالتدوينات الخاصة بمجال الألعاب أو الترفيه، فحتى لو اختلفت المجالات التي ندون فيها إلا أن الصعوبة تضل نفسها.
في هذه التدوينة سأحاول تقديم خمس نصائح جاء بها علم النفس لزيادة مستوى إبداعك في كتابة تدويناتك الخاصة:

1- الهدوء في مكان التدوين:

  تختلف مستويات الصوت (الضجيج) المساعدة على الإبداع من شخص لآخر، لكن الدراسات النفسية أثبتت أن العملية الإبداعية للشخص تحتاج القدر المناسب من الصوت المحيط به، ونقصد بالصوت، الموسيقى التي يفضل الشخص الإستماع لها في وقت العمل أو أي صوت يحيط به في فضاء عمله. ولنتحدث قليلا بلغة الأرقام، إذا تجاوز مستوى الصوت 85 ديسيبل - وهو ما يعادل صوت شاحنة ضخمة تمر أمامك - سيصبح دماغك جد مشوش وبالتالي الأفكار الإبداعية لن تتدفق إليه. أما إذا كان مكان عملك جد هادئ، فهنا ستواجه مشكلة أخرى، وهي التشويش والإلهاء الناتجان عن الأفكار المتعلقة بعلاقاتك الاجتماعية أو المشاكل اليومية التي تواجهها. إذا فمستوى الضجيج المثالي للعملية الإبداعية هو ما يقارب 70 ديسبيل، وقد يكون هذا صوت غسالة الملابس إذا كانت تبعد عنك بضعة أمتار، أو صوت الحمام من الغرفة المجاورة...
شخصيا، في هذه الأثناء وانا أكتب هذه التدوينة، أجلس في غرفتي الهادئة وأنا أستمع إلى ضجيج الأطفال في الحي، وهذا ما يشكل بالنسبة لي خلفية صوتية ممتازة تساعدني على التركيز بشكلي كلي في موضوعي، وهذه ما تسمى بالضوضاء البيضاء، ومن أمثلتها هناك حركة السير خارج المنزل، أو صوت الطائر على النافذة، أو صوت المطر في فصل الشتاء، أو صوت الأطفال في الحي ( مادام هؤلاء الأطفال ليسوا أولادك أو في طريقهم إلى إزعاجك).
إذا لم تتوفر لك أي من أمثلة الضوضاء البيضاء التي ذكرتها، يمكنك استعمال تطبيقات توفر لك مثل تلك الأصوات ونذكر منها تطبيق Rainymood.

2- أوجد التوقيت المناسب:

 كل واحد منا يحتوي عقله الباطني على جدول زمني يتم إنشاءه انطلاقا من النشاطات اليومية للشخص، ويسمى هذا الجدول الزمني بلغة العلم "إيقاع الساعة البيولوجية". هذه الإيقاعات التي منحها الله سبحانه لنا تستجيب تلقائيا للضوء او الظلام في بيئتنا اليومية، فالبعض منا يصل دماغه إلى أقصى درجات التركيز والتجاوب في الصباح، أما البعض الآخر فلا يحصل له هذا إلا في المساء، لكن هناك بحوث علمية أكدت أن الصباح الباكر هو أفضل وقت للإبداع لأي شخص كان بغض النظر عن ما إذا كان يحب التغريد مع طيور الصباح أو الاستجمام مع بومة الليل.

3- إندمج في جو التدوين:

دعونا نرجع إلى الوراء قليلا، حيث يقال أن Victor Hugo كان يقوم بنزع ثيابه ويأمر خادمه بإخفائها من أجل تجنب المماطلة والإندماج في كتابة نصوصه. وفي الحقيقة لا أعلم إن كانت هذه الطريقة ستعمل معك، لأنها تتوقف على ما إن كان لديك خادم أم لا، لكن طبعا ستكون لديك حيل أخرى تساعدك على الإندماج. ولابد أنك تتساءل ما فائدة هذه الحيل، ولما يجب عليك أن تعتاد على وضعية معينة عند التدوين ؟ إعلم يا صديقي أن أهمية هذه العادات تكمن في أنها تقوم بإرسال إشارات مباشرة إلى الدماغ تخبره بأن النشاط التالي يحتاج إلى قوى عقلية وأفكار عدة، فيستجيب الدماغ مباشرة فتندمج في الكتابة دون أي تشتت للتركيز، وهذا سيفيدك بكل تأكيد في دراستك أيضا، فحاول ان تتخذ وضعية معينة ومكانا معينا عندما تبدأ المذاكرة، وداوم على هذا المكان والوضعية، ستجد أن يوما بعد يوم بدأت تندمج بسهولة في المذاكرة دون أن يضيع تركيزك.
لكي تدوام على القيام بأي شيء في هذه الحياة (ليس التدوين فقط) يجب عليك أن تخلق عاداتك التي تسمح لك بالإندماج في كتاباتك، ولخلق هذه العادات يجب عليك أن تختارها وتداوم عليها دون ملل، ستلاحظ بعد مدة أنك تندمج بسهولة عند قيامك بهذه العادة.

4- عدو النجاح واحد، الإلهاء !

 أي مماطل محترف، يمكنه أن يخبرك أن الإلهاء هو عدو الإنتاج والنجاح، ودعونا نعطي مثالا لا يوجد من لم يعاني منه، عندما يجلس الشخص أمام لوحة المفاتيح لكتابة تدوينة معينة، يجد المهام التافهة تحوم حول رأسه، فتجده تارة يقرأ رسائل سبام، وتارة أخرى يرتب سطح المكتب.
ولا شك أنك تعلم أن التركيز والإنتباه هما من أهم الركائز لكتابة تدوينة متميزة، ومن أنجع الطرق للحفاظ على التركيز في وقت العمل، إبعاد كل وسائل الإلهاء من مكان العمل، فمثلا قم بوضع هاتفك في غرفة أخرى بدل الغرفة التي تعمل فيها، أما إذا كنت تضيع بين صفحات الويب التافهة في وقت عملك (مثلي أنا)، فأنصحك باستعمال تطبيق Stayfocused، حيث يقوم هذا التطبيق بإغلاق المواقع التي تلهيك وتضيع وقتك لمدة أنت تحددها، وهناك أيضا الكثير من الميزات في هذا التطبيق أتركك لتكتشفها بنفسك.
طريقة مفيدة:  إعلم أن ذهن الإنسان سيحاول دائما التجوال في المخيلة الواسعة والأفكار المتنوعة، فهذه طبيعة العقل البشري، التفكير المستمر في مسائل الحياة، لذا عندما تحس أنك تتوه في أفكارك لا تلم عقلك، فقط قل في نفسك "عقلي يقوم بوظيفته الطبيعية" ومع المدة ستلاحظ نمو تركيزك والقدرة على التركيز في الأشياء لمدة أطول، لأنك إذا ألقيت باللوم على عقلك فستجد لك عذرا دائما لعدم التركيز في الأشياء المستعصية والتي تتطلب إنتباها وتركيزا قويا.

5- تعرف على مفهوم The Flow:

في ختام هذه التدوينة أحببت أن أنقلك إلى دائرة علم النفس لأعرفك قليلا على ظاهرة Flow والتي بالتأكيد عشتها يوما ما، وهي عبارة عن حالة من الوعي الكامل، تخول لك القيام بعمل ما وإنهاءه مع الإحساس بالفخر والسعادة المثاليين. في هذه الحالة لا يوجد تفكير أو تشتت للإنتباه، فقط إنتاج وإبداع، حتى أنك لا تحس بالوقت نهائيا، بل والعمل الذي قمت به لا يضاهى جودة وإبداعا.
يكمن جمال هذه الظاهرة في كونها تفقدك الإحساس بمحيطك، وحتى الملل لا يعرف طريقا إليك، بل وتفقد القلق المستمر عما إذا كانت التدوينة التي كتبتها جيدة أم لا. وعلميا، ترتبط هذه الظاهرة بتدفق هرمونات السعادة في جسم الانسان بالإضافة إلى نشاط الخلايا الدماغية، الشيء الذي يجعلك مبدعا أكثر وراضيا عن عملك في نفس الوقت.
كيفية الوصول إلى هذه الحالة: أهم شرط للوصول إلى الحالة هو أن تكون أولا: ممتلكا لمهارات التدوين، أو بالأحرى متمكنا من اللغة التي تدون بها، وثانيا: أن تكون محبا للتحدي ولا تستسلم بسهولة. فالشخص المحب للتحدي تزيد لديه إمكانية الوصول إلى هذه الحالة أكثر من الشخص المستسلم الذي يشعر بالملل بسهولة فيسقط في فخ الإلهاء. أما إذا كنت شخصا غير ممتلكا للمهارات اللازمة، فالقلق المستمر حول ما إذا كانت تدوينتك جيدة ام لا سيحبطك وسيطفئ شرارة الحامس لديك، فينقص من إبدعك وإنتاجيتك. غير هذا، فالتدريب المستمر على التركيز وتجنب الإلهاء في وقت التدوين  سيساعدك دون أدنى شك في الوصول إلى هذه الحالة.

وختاما، تذكر أن تبرع فيما تحب، فالعمل الجيد ينتج عن الاهتمام وحب المجال الذي تعمل به، إن أحببت ما تعمل فبكل تأكيد ستبدع فيه.

هناك تعليق واحد:

  1. video.twitter - YouTube
    › livechat › livechat Sep 8, 2020 — best youtube to mp3 Sep 8, 2020 Watch a short video from a YouTube channel you know your friends You can also connect via one of the following link: https://

    ردحذف